Monday, February 15, 2016

Tamer Hafez Teamwork


مقدمة:

فى ظل المناخ الاقتصادى العالمى الذى يسوده اهتمام الشركات بالاستمرارية و الجودة و الربحية و ايضا على تعظيم قيمتها و اكتساب ميزات تنافسية فى الاسواق التنافسية الصعبة. و تعتبر كلمتى الجودة و الربحية وجهين لعملة واحدة لتحقيق بعض الميزات التنافسية كما انهما المفتاح لتخفيض التكاليف و زيادة الارباح بالتبعية.
و لان معظم الشركات لا تتبنى هذا المفهوم حيث ان زيادة الجودة يعقبه زيادة فى التكاليف و نقص فى الارباح و العكس صحيح فان هذه الشركات ترسخ لمعتقدات خاطئة و التى من شأنها احداث فجوات بين هذين المفهومين ( الجودة و الربحية).
و فى ظل محاولة الشركات لتحسين مفهوم هاتين الكلمتين و ايجاد وسيلة لسد الفجوات بينهما فاننا سوف نجد ان العمل فى اطار العمل الجماعى من الادوات المساعدة لتلك الشركات فى محاولاتها.
ويعتبر العمل الجماعى هو جوهر التنظيم الناجح حيث دائما ما تبحث الشركات الناجحة عن الاستراتيجيات التى من شأنها مساعدتهم على التعامل مع التعقيدات و المنافسة الشرسة فى الاسواق و من هنا فان هناك ادراك متزايد لدى تلك الشركات بمراجعة الطرق التى تعمل بها مجموعات العمل او العمل الجماعى و التى يعملون بها معاَ و على ذلك فان تلك الشركات تعتبر العمل الجماعى بما له من خصائص من اهم الاستراتيجيات الفعالة لزيادة الانتاجية و اكتساب ميزة تنافسية فى الاسواق.
و بناء على ما سبق نجد ان العمل الجماعى قد اكتسب اهمية خاصة فى عالم الاعمال و ذلك لما له من تداعيات واثار سواء على الافراد من ناحية او المنظمات من ناحية اخرى.

المفهوم:

هناك عدة تعريفات لمفهوم العمل الجماعى منها:


  • عدد صغير من الأشخاص من ذوي المهارات المكملة بعضهم البعض و يكون لديهم هدف و معدلات اداء و منهجيات مشتركة واضعين انفسهم فى موضع المسئولية و المحاسبة المتبادلة لتحقيق هذه القيم المشتركة. (كاتزنباك و سميث, 1993 )

  •     هو وحدة منظمة معترف بها وتشارك في علاقة مترابطة مع المنظمة و يتكون من أعضاء يواجهون المساءلة المشتركة كل فى حدود الدور المنوط به للحصول على أداء متميز فيما يتعلق بمهمة مشتركة في مجال العمل و هذا بما تنطوي عليه من الاختلاف و التمايز فى الادوار و التنسيق بين أعضاء. (تروير, 1995)

  •     هى مجموعة عمل او وحدة عمل تعمل بهدف مشترك, يعمل اعضاؤها من خلال تطوير علاقات متبادلة لتحقيق الاهداف و المهام المحددة لهم. (هاريس و هاريس, 1996)

  •     هو جماعة صغيرة تتكامل مهارات اعضاؤها الذين يلتزمون بهدف مشترك او مجموعة من الاهداف و التى الزموا انفسهم بتحقيقها. (جرينبرج و بارون, 2009)
 و من خلال هذه التعريفات نستطيع ان نصوغ تعريف شامل تتضح فيه خصائص العمل الجماعى الناجح
" هو عمل يقوم به مجموعة صغيرة من العاملين فى المنظمة تحت مظلة القوانين و القواعد الخاصة بالمنظمة و تكون هذه الاعمال متممة و مكملة لبعضها و فى سياق تحقيق الاهداف العامة للمنظمة و كلما زاد تناسق و تكامل هذه الاعمال و اعتمادها التبادلى على الاخرين زادت انتاجية المجموعة ككل.

اسباب الحاجة الى العمل الجماعى :

هناك عدة عوامل تبرز اسباب الحاجة للعمل الجماعى سواء على مستوى الفرد او المنظمة

مستوى الفرد:

1.    إشباع الحاجات : الرغبة في إشباع الحاجات تعتبر قوة دافعة لتكوين الجماعة سواء كانت حاجات أساسية مادية أو حاجات اجتماعية و نفسية مثل الحاجة للانتماء والحاجة إلى الأمن والحاجة إلى الاحترام .
2.    الأهداف المشتركة : حيث يرغب الفرد فى الانضمام الى فرق او جماعات العمل فى حالة اشتراكه فى نفس اهداف الفريق.
3.    زيادة المنافع للفرد نتيجة التعاون مع اعضاء الفريق: حيث من الممكن ان يأتى قرار الالتحاق بفريق عمل معين نظراَ لوجود منافع سوف تعود على الفرد جراء انضمامه لهذا الفريق.
4.    عوامل التقارب و الجذب: حيث قد ينجذب بعض الافراد الى اعضاء فريق عمل معين نظرا لتقاربهم فى التفكير و الادراك و الميول و الدوافع و الاتجاهات.

مستوى المنظمة:

1.    خفض التكاليف
2.    انخفاض حجم العمالة
3.    زيادة الربحية
4.    زيادة الانتاجية
5.    انخفاض عدد الدرجات الادارية فى الهياكل التنظيمية
6.    تحسن العلاقات مع العملاء و خدمات ما بعد البيع
7.    زيادة التركيز على العملاء و خدماتهم
8.    زيادة الالتزام و الدافعية للعمل عند العاملين
9.    تحسن و سهولة سريان العمليات و زيادة المساهمات الفردية
 


التفاعلات الاجتماعية داخل فرق العمل و اشكالها:

تشير التفاعلات الاجتماعية داخل فرق العمل الى كيفية تفاعل الافراد داخل الفريق و ردود افعالهم نحو التعاون و التعلم فى المواقف الخاصة بالعمل و هناك عدة اشكال من

التفاعلات الاجتماعية الايجابية مثل:

تفاعلات تشجيعية وجها لوجه: و ذلك عن طريق دعم أفراد الفريق والتفاعل مع بعضهم البعض لتحقيق أهداف المهمة وتعزيز نجاح الفريق والمشروع
    الاعتماد المتبادل الإيجابي: حيث ان الفريق لا يمكن أن ينجح دون نجاح الأعضاء داخل الفريق أيضا
كل عضو في الفريق هو المسؤول عن نجاح الفريق ككل
أعضاء الفريق يتعلمون ويعملون معا بحيث يؤدون بصورة افضل من العمل منفردين
 توافر مهارات العمل الجماعي مثل الاتصالات و بناء الثقة و الفريق و ايضا ضرورة توافر مهارات إدارة الصراعات و التضارب و التناقضات.
الفريق صانع القرارات و حلال المشكلات و ذلك لإيجاد حلول لمشكلات الفريق و المحافظة على التقدم المحرز في المشروع

التفاعلات الاجتماعية السلبية مثل:

*    المبالغة فى الانتماء للفريق
*    الصراعات بين الفرق المختلفة
*    الاتكالية
*    انخفاض الشعور بالانجاز الفردى
*    انخفاض القدرات فى حالة الانتماء الى الفريق غير المناسب

 

كيفية تأثير جماعة العمل على سلوك الفرد:

*      دائما ما يتم تحسين مهارات و معارف و قدرات اعضاء الفريق طالما يعملون فى اطار العمل الجماعى. (فرويبل و مارشينجتون, 2005)
*      المنظمات التى تعتمد بصورة كبيرة على العمل الجماعى فان ذلك يؤدى الى زيادة فى اداء العاملين وتحسن الانتاجية وايجاد لحلول غير تقليدية لمشاكل العمل.(كوهين و بيلى, 1999)
*      تعليم الافراد كيفية العمل فى فرق ليست مهمة سهلة و ذلك لانه لتعليم الافراد العمل داخل فرق غير مناسب. (كروسبى, 1991)
"to teach individuals on how to work in teams is not an easy task because to teach individuals regarding to work in teams is inappropriate" (Crosby, 1991.(
*      (باكون و بليتون, 2006) قد اشاروا الى عاملين غاية فى الاهمية و هما
ü     ادارة الفريق ذاتيا (فريق الادارة الذاتية) – (Self-management team)
ü     مهارات التعامل داخل الفريق (مهارات الفريق للتعامل مع الاخرين)- (interpersonal team skills)
حيث اشاروا ان هذه العوامل تعزز الاتصالات بالاضافة الى تحسن العلاقات الشخصية بين أعضاء الفريق وأيضا تعزيز أداء الموظفين.
*      العمل الجماعي هو المقياس التنظيمي الدقيق الذي يظهر العديد من المميزات المختلفة في كل نوع من المنظمات بما في ذلك غير ربحية. (ميوليكا, 2010)
*      المدير الجيد هو الذي يعين المسؤوليات لموظفيه في شكل مجموعة أو فريق من أجل الحصول على أقصى استفادة ممكنة منهم. (انجرام, 2000)
*      انه من الضرورى تصميم نظام لبناء الفريق داخل كل منظمة للعاملين لرفع و توزيع افضل الممارسات و تعظيم الانتاج, و يكون التركيز الرئيسى لتصميم و تنفيذ مثل هذا النظام فى النهاية هو تحسين تعلم الافراد العاملين داخل المنظمة. (واشير, 2006)
*      العمل الجماعي هو الاستراتيجية التي لديها القدرة على تحسين أداء الأفراد والمنظمات و لكنها تحتاج إلى رعاية مع مرور الوقت حيث ان المنظمات بحاجة الى ان تنظر في استراتيجيات لتحسين الأداء في ضوء البيئة المتزايدة فى حدة المنافسة. (انجرام, 2000)
*      العمل الجماعى يوفر قدر اكبر من المشاركة و التحديات و مشاعر الانجاز. (كونتى و كلينر, 2003)
مما سبق يتضح لنا ان جماعة العمل تؤثر على سلوك الافراد من عدة نواحى منها:
تحسن فى المهارات و المعارف و القدرات – تحسن فى الاداء و الانتاجية – تغير فى طريقة التفكير فى مشاكل العمل و حلولها – تحسن العلاقات الشخصية بين اعضاء الفريق – امكانية الحصول على اقصى استفادة ممكنة من العاملين – اكتساب مهارات جديدة من خلال التعلم – انطلاق الطاقات و المشاعر الكامنة داخل الافراد مثل الانجاز و التحدى و المشاركة.

أسباب فشل العمل الجماعى:

تتعدد اسباب فشل العمل الجماعى و قد تكون تلك الاسباب فردية او تنظيمية

أسباب فردية:

1.    القيادة الغير ملائمة:
*      عدم اصغاء القائد لاعضاء الفريق.
*      الانفراد بالرأى و اتخاذ القرارات الخاصة بالفريق و فرضه عليهم.
*      عدم الاجتماع بالاعضاء بصفة دورية لمعرفة ارائهم و اتجاهاتهم
2.    انعدام روح الفريق:
3.    ندرة التعاون بين اعضاء فريق العمل:
4.    عدم توافر الثقة بين اعضاء فريق العمل:
5.    عدم وجود تجانس بين اعضاء الفريق:
6.    كبر حجم مجموعة العمل: مما يؤثر على سرعة اتخاذ القرارات و مدى الترابط بين اعضاء الفريق
7.    القاء بعض اعضاء الفريق بالمهام على زملائهم: وذلك للتملص من المسئوليات
8.    الاتفاق مع القائد فى جميع اراءه دون اعتراض: و ذلك يقتل روح المبادرة و التفكير و الابداع لاعضاء الفريق.

أسباب تنظيمية:

1.    الهيكل التنظيمى: حيث تعتمد معظم الهياكل التجارية على أداء الافراد و ليس جهد الفريق.
و هذه الانواع من الهياكل تخلق بيئة تنافسية بين اعضاء الفريق التي لا تعزز الترابط الاجتماعي و تكسر روح التعاون بينهم و انكار الذات.
2.    الاتصال غير الفعال: تفتقر الفرق للتوجيه والتركيز و ذلك فى حالة إذا ما كان الاتصالات التنظيمية ليست واضحة ولا تعكس خطة عمل للفريق
3.    نقص البرامج التدريبية: عدم كفاية البرامج التدريبة و تنمية المهارات
4.    نقص الموارد: حيث يمنع الفريق من تحقيق أهدافه
5.    انعدام الثقة: التعاون والثقة والصدق ضروريات لنجاح الفريق وبالتالي عدم وجود هذه العناصر الهامة يعيق نجاحه.
6.    ثقافة الشركات: يجب أن يكون العمل الجماعي له أولوية عالية كما يجب ان يتم الترويج له فى نظر الإدارة.
7.    الاستخدام غير الملائم لنهج الفريق: فعلى سبيل المثال الوقت عامل حاسم في عملية صنع القرار و قد لا يكون ملائما نهج الفريق فى بعض الاوقات مثل اوقات الحالات الطارئة

لا يفضل العمل الجماعى فى الحالات:

1.    السرعة فى اتخاذ القرارات
2.    ندرة المهارات
3.    عدم وجود توافق بين الافراد
4.    المنافسة الفردية 
5. فى الحالات التى تتطلب فيها السرية

 

الاستنتاج:

بناء على ما سبق نجد انه من الواضح ان العمل الجماعى يعتبر احد افضل الطرق السريعة و السهلة لانجاز الاهداف بشرط الاستغلال الجيد لها و حسن توظيف هذا المفهوم الادارى لاضافة المرونة للهياكل الادارية لنجاح الفرق و اعضاءها الذين يعملون معا بشكل جيد نحو انجاز المهام المطلوبة من فرقهم  ونتيجة لذلك فسوف تحقق المنظمة النجاح المطلوب مع استمتاع العاملين باعمالهم دون ضغوط اضافية من بيئة العمل.
ايضاَ نحن نعتقد أن العمل الجماعي هو في الواقع مسار ممتاز إلى منظمة ناجحة و جديدة.
و هنا نحب ان نشير الى أهمية خلق وزيادة العوامل المؤدية الى زيادة العمل الجماعي الفعال و فرق العمل في المنظمات التى ترغب فى الاستمرار و تعظيم قيمتها و على ذلك فان توفير قدر كبير من المشاركة  و التحديات ومشاعر الإنجاز و التقدير لاعضاء الفرق العاملة فى المنظمة لهو امر بديهى دون الحاجة الى المعاناة فى اتخاذ قرارات العمل او تحقيق الاهداف فى ظل ظروف الاسواق الصعبة وهذا بدوره سوف يؤدى الى إنشاء منظمة عالية الأداء ، مرنة، فعالة، والأهم، مربحة حيث ان الربحية هي العامل الحاسم الذي من شأنه السماح للمنظمات بمواصلة المنافسة بنجاح في الساحة التجارية العالمية الصعبة و التنافسية
و مع هذا لا يمكن ان نجزم بان العمل الجماعى هو افضل اسلوب فى عالم الاعمال فلولا الافراد العظماء ما رأينا شركات ضخمة فى عالم الاعمال مثل (مايكروسوفت "بيل جيتس" – أبل "ستيف جوبز" – ديزنى لاند "والت ديزنى" – الخ.....)  و على ذلك فان بعض الاعمال تؤدى بصورة افضل مع العمل الجماعى و تكون مناسبة لهذا العمل و البعض الاخر يؤدى بصورة افضل مع الاعمال الفردية و لذلك يتم الاعتماد على طبيعة الاعمال و مدى قدرة القادة لادارة فرق الاعمال.